الاثنين، 15 يناير 2024

مسألة في الذبائح

وهنا مسألة، وهو أني ذكرت بأن كل ذبح قُدِّم لغير الله تعالى، لم يذكر اسم الله عليه، فهو ذبح شركي، سواء فيما يقدر عليه المخلوق أو لا يقدر، فما الدليل على ذلك؟

الدليل على ذلك.

قوله تعالى فيما حرّم من اللحوم: ﴿ .. وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ .. ﴾ [المائدة ٣]

وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَأۡكُلُوا۟ مِمَّا لَمۡ یُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَیۡهِ وَإِنَّهُۥ لَفِسۡقࣱۗ وَإِنَّ ٱلشَّیَـٰطِینَ لَیُوحُونَ إِلَىٰۤ أَوۡلِیَاۤىِٕهِمۡ لِیُجَـٰدِلُوكُمۡۖ وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ﴾ [الأنعام ١٢١]

فحكم الله عز وجل هنا على من لم يذكر اسم الله تعالى على الذبيحة بأنه مشرك.

مع أنه لم يذكر اسم غير الله تعالى.

وحكم سبحانه وتعالى، بأن كل ذبح لم يذكر اسم الله عليه فهو حرام.

فمن يجيز الذبح دون ذكر اسم الله تعالى، أو يجيز الذبح على غير اسم الله تعالى، سواء أشرك ذكر اسم المخلوق المذبوح له مع ذكر اسم الله تعالى، أو ذبح على اسم هذا المخلوق وحده، كمن يجيز الذبح على ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم، ويعلل ذلك بأنه أراد التبرك بذكر اسمه، فهو من أولياء الشيطان.

وقوله تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِی وَنُسُكِی وَمَحۡیَایَ وَمَمَاتِی لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (162) لَا شَرِیكَ لَهُۥۖ وَبِذَ ٰ⁠لِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِینَ (163)﴾ [الأنعام]

والنُسُك، هي الذبيحة

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله من ذبح لغير الله".

ولكن البعض قد يستشكل عليه، كيف يكون الذبح للمخلوق على أمر يستطيعه، دون ذكر اسم الله تعالى، ودون ذكر اسم هذا المخلوق، ذبحاً شركياً؟

ولتتبيّن لك المسألة، أذكر هنا خبراً ذكره الشيخ حامد آدم، وهو من بلاد السودان، في محاضرة له، وكان هذا الرجل مشعوذاً وساحراً صوفياً، ترقى في مراتب الصوفية إلى أن بلغ رتبة القطب، وهي أعلى رتبة عند الصوفية، ثم تاب إلى الله تعالى وأسلم.

فقد ذكر الشيخ حامد آدم، أن الجِنّ كانت تأمره أن يذبح لهم ذبيحة كقربان لهم، ليقوموا بخدمته، وأنهم كانوا يشترطون عليه، أن لا يذكر اسم الله تعالى، وكانوا يأمرونه أن يعضّ على حديدة أو خشبة أو أي شيء، لكيلا ينسى ويذكر اسم الله تعالى على الذبيحة بالخطأ.

فنجد هنا، أن الجنّ لم تأمره بأن يذكر اسم ملكها الذي تُقدَّم له الذبيحة، بل اكتفوا بعدم ذكر اسم الله تعالى على الذبيحة، مع أن الذبيحة قُدِّمت لهم على أمر يستطيعونه.

والجنّ خبثاء، يعرفون من اين تؤكل الكتف، فلو لم يكونوا يعلمون أن هذا النوع من الذبائح شرك أكبر، لما افترضوه على أوليائهم من شياطين الإنس. 

ومن هنا يتبيّن لنا، أن هذا النوع من الذبائح، هي ذبائح شركية.