العبادة في معناها اللغوي، تختلف عن العبادة في معناها الشرعي.
فالعبادة لغة: هو كل عمل فيه خضوع وخنوع وتذلُل.
والعبادة شرعاً: هي كل عمل فيه خضوع وخنوع وتذلَل، ويجب أن لا يصرف لغير الله تعالى.
وهذا هو ضابط العبادة الشرعيّة.
فالعبادة في معناها اللغوي، هي كعبودية الشعوب لملوكها، والرجل لوالديه، والعبيد لأسيادهم.
وأما العبادة الشرعيّة، فهي أن تتعبد لله تعالى وحده لا شريك له، بأعمال لا يجوز أن تصرفها لغيره.
كأن تدعو الله تعالى في أمر لا يستطيعه إلا هو سبحانه.
أو تذبح لله وتنذر له، لتتقرب له، لقضاء حاجة لا يستطيع قضاءها إلا هو سبحانه.
أو تعبد الله تعالى بأعمال أمرك أن تعبده بها.
كالصلاة والزكاة والصوم والحج، ونحو ذلك.
ويشمل ذلك الأعمال القلبية.
فتجعل حبك لله أعظم الحب، وخوفك منه أعظم الخوف، ورهبتك منه أعظم الرهبة، وخشيتك منه أعظم الخشية، ورجاءك له أعظم الرجاء.
فلا تجعل لله تعالى مثيلا ولا كفواً ولا نِدّاً في ذلك كله.
فإن صرفت شيئاً من ذلك لغير الله تعالى، فقد وقعت في الشرك الأكبر.
فضابط العبادة له شرطان:
الأول: أن يكون العمل يراد به الخضوع والخنوع والتذلّل.
والثاني: أن لا يجوز صرفه لغير الله تعالى.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
والله أعلم.