الاثنين، 22 يناير 2024

كفر تارك التوحيد

بينت في حلقة: المسائل التي لا يعذر المخالف فيها، أن مسألة توحيد الربوبية وما يتضمنه من توحيد الملك وتوحيد الخلق وتوحيد الأمر والتدبير ومسألة توحيد الألوهية.

لأن هذه المسائل ثابتة بالعقل الصحيح والفطرة السليمة.

وبالتالي فلا يلزم في الحكم في المخالف فيها إقامة الحجة.

وقد ذكرت الأدلة على ذلك في حلقة: المسائل التي لا يعذر المخالف فيها. فأغنى عن إعادتها هنا.

فإذا علمنا ذلك، علمنا أن من خالف في توحيد الربوبية أو الألوهية، بمعنى أنه قدح في ربوبية الله أو ألوهيّته، 

فهو كافر كفراً أكبر، مخرج من الإسلام، وإن لم تبلغه حجّة، 

والدليل قوله تعالى في سورة النساء: (إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)

فبناء على هذه الىية الكريمة، مع ما سبق أن أوردناه في عدم إعذار من وقع في شرك الربوبية أو الألوهية، علمنا أن من مات على الشرك فهو من أهل النار، خالداً مخلّداً فيها، سواء بلغته الحجة الرسالية أم لم تبلغه.

ومما يؤكدّ ذلك، أن الواقع في الشرك، لم ياتي بأصل أصول الدين، فكيف يكون من هذا حاله مسلماً.

ولو أدعى الإسلام، وصلّى وتصدق وصام وحج البيت الحرام.

فإن مجرد أدعاءه الإسلام، ونطقه للشهادتين، لا ينفعه حتى يأتي بمضمونها، ويعمل بمقتضاها، 

فلا يصحّ أن ينطق الشهادتين، وهو يزعم أن لله تعالى شريكاً في ملكه أو خلقه أو أمره وتدبيره، 

كما لا يصح أن ينطق الشهادتين، وهو يدعو مع الله غير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل!

ومثال ذلك: لو أن سارقاً سرق فقيل له أنت سارق، فأنكر ذلك، وقال: أنا لست سارقاً، والسرقة حرام ولا تجوز. فهل مجرّد إنكاره للسرقة وإقراره بحرمتها، ينف يعنه كونه سارق؟ 

والجواب: بل هو سارق، وغن تظاهر بالإنكار والإقرار بحرمة السرقة.

فكذلك من أدعى الإسلام ونطق الشهادتين، لا ينفعه ذلك، ما لم يألأتي بمضمون الشهادتين ويعمل بمقتضاها.

وقد ذكرت سابقاًن أن أحاديث أهل الأعذار جميعها لا تصحّ أسانيدها، وهي مخالفة للقرآن الكريم والأحاديث الصحاح، فلا يعتدّ بها ولا ينظر فيها.

وأما صلاتهم وصدقاتهم وصيامهم وحجهم، فقد كان مشركو العرب قبل الغسلام، يصلون ويتصدقون ويصومون ويحجون، فلم ينفعهم ذلك شيئا.

وهاهم أحبار اليهود ورهبان النصارى ونسّاك الوثنيين، ما هناك أشدّ عبادة منهم، ةومع ذلك لا ينفعهم ذلك شيئاً مع ما هم فيه من الشرك الأكبر، عياذا باغلله من الضلال.

فكما أن أولئك لا تنفعهم الأعمال الصالحة التي يقدمونها، فكذلك المشركون المدّعون للإسلام، لا تنفعهم الأعمال الصالحة التي يقدمونها، إلا كما تنفع الأعمال الصالحة اليهود والنصارى والوثنيون، يُمتَّعون بهخذه الأعمال في الدنيا، ولا يكون لهم في الأخرة نصيب.

ولا حول ولا قوة إلا بالله.